Telegram Group & Telegram Channel
‏أقلام في مسيرة النضال
الحلقة 13

زعفران زايد.. حقوقية حقيقية

المرأةُ اليمنيّة جزءٌ من المجتمع اليمني، عانت بدورها من إرهاب الإمامة ولا تزال، من اتجاهات عدة، عانت باعتبارها طفلة تأيّمت، وباعتبارها أُمًّا فقدت ابنها، أو زوجة فقدت زوجها، أو أخاها أو قريبها جراء حروب الإمامة التي شكلت سلسلة متصلة منذ مجيء يحيى حسين الرسي إلى اليمن وإلى اليوم، وعانت بسبب الجهل المفروض عليها، محرومة من أبسط حقوقها، ولا تزال المعاناةُ مستمرة.
تعرضت المرأةُ للإرهاب الإمامي، حين يأتي جنود الأئمة فيعتدون على الحُرمات، ويقتحمون البيوت، ثم يستولون على ما فيها، ليلا أو نهارا، سواء بحضور الرجال في البيوت أم أثناء غيابهم، تعرضت للقهر النفسي والمادي معًا، ولا تزال. وفي هذا خاطب الشاعر زيد الموشكي الإمام يحيى بقوله:
تخاصمُنا بالدين والدين موجعٌ
لأنك قد أدميت مهجته عدا
وإلا فهل هتكُ النساء وضربها
حلال ولو في دين من يعبد الصّلدا
وقد كان الكف عن إرهاب النساء والأطفال واقتحام منازلهم عنوة من قبل جنود الإمامة أحد مطالب الثوار اليمنيين، كما أشارت المراسلاتُ بين الزبيري ونعمان من عدن إلى الإمام يحيى بصنعاء، وهما على رأس الجمعية اليمانية الكبرى، والرسالة مؤرخة في 29 أغسطس 1946م. وللزبيري نفسه قصيدة شعرية، هي عبارة عن حوارية بين العجوز وعسكري الإمام. كما للبردوني قصيدة محزنة مبكية، بعنوان "امرأة الفقيد" صور حالات المرأة التي ذهب زوجها للحرب وطال انتظاره، ولم يعد. ومطلعها:
لم لا تعود؟ وعاد كل مجاهد
بحلى "النقيب" أو انتفاخ "الرائد"
ورجعت أنت، توقعاً لملمته
من نبض طيفك واخضرار مواعدي
وإلى جانبِ الآثار السِّلبيَّةِ التي تركتهْا الحروبُ على الجانبِ المادي في الأرواح والممتلكات يبقى أثرُها الكبيرُ على الجانبِ النفسي وما تتركه على سَيكولوجيَّة الإنسَان؛ خاصَّة وأنَّ هَذِه الحروبَ ذاتُ طابعٍ ُمغَايرٍ لأيةِ حروبٍ أخرى، فليستْ حروبَ جُيوشٍ نظاميَّةٍ تقتصرُ على فرقٍ مدرَّبة ومقاتلة فقط، بل تُعتبر القبيلةُ كلُّها جيشًا محاربًا، غازيًا أو مغزيًا، قاتلا أو مقتولا، ناهبًا أو منهوبًا؛ فكلُّ فردٍ في القَبيلة هو جنديٌ مقاتلٌ بالفطرة، ولديه من قصصِ الموروثِ الحربي التي تفتَّحَ وعيُه عَليْها منذ الصِّغر ما يفوق معارف وخبرة الجنديَّ النظامي التي تعلمها.! وعادةً ما تدورُ رحى هَذِه الحروبِ في الأغلبِ الأعم على مقربةٍ من الديارِ والأهل والسكنى؛ بل داخلها أحيانا، وليست في جبهات خارجية، فيتأثر الجميع بها من الناحية النفسية إلى جانب الآثار المادية الأخرى.
هذا عن تاريخ الإمامة قديما، واليوم لا يزال الحال من بعضه، كما يُقال، فالحوثي يمارس ما مارسه آباؤه وأجداده من قتل وتشريد وهتك للنساء، في صورة من صور الهمجية التي عرف بها أجداده السابقون؛ بل وزاد عليها.
ومن هنا انبرت نساء اليمن للدفاع عن وجودهن في وجه هذه الطغمة الفاسدة، جنبًا إلى جنب مع إخوانهن الرجال، وهي عادات أسلافهن من المناضلات قديما، ومن هؤلاء النساء الماجدات زعفران زايد.
زعفران محمد زايد حسين، مستشارة وزارة حقوق الإنسان، رئيس مؤسسة تمكين اليمنية، من مواليد الحدا، ذمار، 1984م، والحاصلة على مؤهل ليسانس شريعة وقانون من جامعة صنعاء. وهي اليوم واحدة من أبرز الناشطات اليمنيات المناوئات للحوثي بكل قوة، وعلى مختلف المنصّات.
اشتغلت بالشأن العام من وقتٍ مبكر، رغم القيود المفروضةِ عليها كامرأةٍ في مجتمع تقليدي، لكنها شبت عن طوق تلك التقاليد وتجاوزتها، واثقة من قدراتها وكفاءتها، وفعلا نجحت فيما لم ينجح فيه كثير من الرجال، ونستطيع القول أنها في حد ذاتها إضافة نوعية في مدرسة النضال والوطنية، رغم تعرضها للمؤامرات والاغتيال، ورغم تعرضها للتهديدات والشتائم، وتهديد أهلها، خاصة وأن أسرتها أسرة نضالية، مناوئة لعصابة الكهنوت. فلها أخ شهيد، وآخر جريح، ولها أقارب معتقلون، وآخرون مشردون.
وقد تم حبك أكثر من خطة لاستدراجها وتصفيتها جسديا من قبل هذه العصابة. كما تم اقتحام مقر المؤسسة الخاصة بها التي ترأسها، من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وقامت بمصادرة كل الممتلكات والمولدات الكهربائية الخاصة بمعامل الخياطة والتدريب والإرشيف والأجهزة.
لقد تنقلت في كثير من المحافظات اليمنية، متابعة للقضايا الحقوقية والإنسانية، وتنقلت كذلك في أكثر من دولة، وأكثر من محفل عالمي، عارضة قضايا اليمن الإنسانية فيها، بجهد لا يكل ولا يمل.
تحتفظ زعفران بإرشيف مهول من قصص ومآسي الضحايا من النساء والأطفال اليمنيين الذين تعرضوا لأبشع الجنايات التي تقشعر لها الأجساد من قبل هذه العصابة، جمعتها من خلال أنشطتها السابقة في صنعاء، سواء بواسطتها هي شخصيا بتقصي الحقائق كما هي على مسرح الجريمة، أو من خلال المعلومات المؤكدة والتصريحات للضحايا أنفسهم وللشهود، والإسهام في معالجة العديد من القضايا وتقديم الحلول، فقد عملت على تأهيل ضحايا الحرب من الأطفال نفسيا واجتماعيا، وعملت على إلحاقهم بالمدارس،



tg-me.com/alyementodayschanel/175551
Create:
Last Update:

‏أقلام في مسيرة النضال
الحلقة 13

زعفران زايد.. حقوقية حقيقية

المرأةُ اليمنيّة جزءٌ من المجتمع اليمني، عانت بدورها من إرهاب الإمامة ولا تزال، من اتجاهات عدة، عانت باعتبارها طفلة تأيّمت، وباعتبارها أُمًّا فقدت ابنها، أو زوجة فقدت زوجها، أو أخاها أو قريبها جراء حروب الإمامة التي شكلت سلسلة متصلة منذ مجيء يحيى حسين الرسي إلى اليمن وإلى اليوم، وعانت بسبب الجهل المفروض عليها، محرومة من أبسط حقوقها، ولا تزال المعاناةُ مستمرة.
تعرضت المرأةُ للإرهاب الإمامي، حين يأتي جنود الأئمة فيعتدون على الحُرمات، ويقتحمون البيوت، ثم يستولون على ما فيها، ليلا أو نهارا، سواء بحضور الرجال في البيوت أم أثناء غيابهم، تعرضت للقهر النفسي والمادي معًا، ولا تزال. وفي هذا خاطب الشاعر زيد الموشكي الإمام يحيى بقوله:
تخاصمُنا بالدين والدين موجعٌ
لأنك قد أدميت مهجته عدا
وإلا فهل هتكُ النساء وضربها
حلال ولو في دين من يعبد الصّلدا
وقد كان الكف عن إرهاب النساء والأطفال واقتحام منازلهم عنوة من قبل جنود الإمامة أحد مطالب الثوار اليمنيين، كما أشارت المراسلاتُ بين الزبيري ونعمان من عدن إلى الإمام يحيى بصنعاء، وهما على رأس الجمعية اليمانية الكبرى، والرسالة مؤرخة في 29 أغسطس 1946م. وللزبيري نفسه قصيدة شعرية، هي عبارة عن حوارية بين العجوز وعسكري الإمام. كما للبردوني قصيدة محزنة مبكية، بعنوان "امرأة الفقيد" صور حالات المرأة التي ذهب زوجها للحرب وطال انتظاره، ولم يعد. ومطلعها:
لم لا تعود؟ وعاد كل مجاهد
بحلى "النقيب" أو انتفاخ "الرائد"
ورجعت أنت، توقعاً لملمته
من نبض طيفك واخضرار مواعدي
وإلى جانبِ الآثار السِّلبيَّةِ التي تركتهْا الحروبُ على الجانبِ المادي في الأرواح والممتلكات يبقى أثرُها الكبيرُ على الجانبِ النفسي وما تتركه على سَيكولوجيَّة الإنسَان؛ خاصَّة وأنَّ هَذِه الحروبَ ذاتُ طابعٍ ُمغَايرٍ لأيةِ حروبٍ أخرى، فليستْ حروبَ جُيوشٍ نظاميَّةٍ تقتصرُ على فرقٍ مدرَّبة ومقاتلة فقط، بل تُعتبر القبيلةُ كلُّها جيشًا محاربًا، غازيًا أو مغزيًا، قاتلا أو مقتولا، ناهبًا أو منهوبًا؛ فكلُّ فردٍ في القَبيلة هو جنديٌ مقاتلٌ بالفطرة، ولديه من قصصِ الموروثِ الحربي التي تفتَّحَ وعيُه عَليْها منذ الصِّغر ما يفوق معارف وخبرة الجنديَّ النظامي التي تعلمها.! وعادةً ما تدورُ رحى هَذِه الحروبِ في الأغلبِ الأعم على مقربةٍ من الديارِ والأهل والسكنى؛ بل داخلها أحيانا، وليست في جبهات خارجية، فيتأثر الجميع بها من الناحية النفسية إلى جانب الآثار المادية الأخرى.
هذا عن تاريخ الإمامة قديما، واليوم لا يزال الحال من بعضه، كما يُقال، فالحوثي يمارس ما مارسه آباؤه وأجداده من قتل وتشريد وهتك للنساء، في صورة من صور الهمجية التي عرف بها أجداده السابقون؛ بل وزاد عليها.
ومن هنا انبرت نساء اليمن للدفاع عن وجودهن في وجه هذه الطغمة الفاسدة، جنبًا إلى جنب مع إخوانهن الرجال، وهي عادات أسلافهن من المناضلات قديما، ومن هؤلاء النساء الماجدات زعفران زايد.
زعفران محمد زايد حسين، مستشارة وزارة حقوق الإنسان، رئيس مؤسسة تمكين اليمنية، من مواليد الحدا، ذمار، 1984م، والحاصلة على مؤهل ليسانس شريعة وقانون من جامعة صنعاء. وهي اليوم واحدة من أبرز الناشطات اليمنيات المناوئات للحوثي بكل قوة، وعلى مختلف المنصّات.
اشتغلت بالشأن العام من وقتٍ مبكر، رغم القيود المفروضةِ عليها كامرأةٍ في مجتمع تقليدي، لكنها شبت عن طوق تلك التقاليد وتجاوزتها، واثقة من قدراتها وكفاءتها، وفعلا نجحت فيما لم ينجح فيه كثير من الرجال، ونستطيع القول أنها في حد ذاتها إضافة نوعية في مدرسة النضال والوطنية، رغم تعرضها للمؤامرات والاغتيال، ورغم تعرضها للتهديدات والشتائم، وتهديد أهلها، خاصة وأن أسرتها أسرة نضالية، مناوئة لعصابة الكهنوت. فلها أخ شهيد، وآخر جريح، ولها أقارب معتقلون، وآخرون مشردون.
وقد تم حبك أكثر من خطة لاستدراجها وتصفيتها جسديا من قبل هذه العصابة. كما تم اقتحام مقر المؤسسة الخاصة بها التي ترأسها، من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وقامت بمصادرة كل الممتلكات والمولدات الكهربائية الخاصة بمعامل الخياطة والتدريب والإرشيف والأجهزة.
لقد تنقلت في كثير من المحافظات اليمنية، متابعة للقضايا الحقوقية والإنسانية، وتنقلت كذلك في أكثر من دولة، وأكثر من محفل عالمي، عارضة قضايا اليمن الإنسانية فيها، بجهد لا يكل ولا يمل.
تحتفظ زعفران بإرشيف مهول من قصص ومآسي الضحايا من النساء والأطفال اليمنيين الذين تعرضوا لأبشع الجنايات التي تقشعر لها الأجساد من قبل هذه العصابة، جمعتها من خلال أنشطتها السابقة في صنعاء، سواء بواسطتها هي شخصيا بتقصي الحقائق كما هي على مسرح الجريمة، أو من خلال المعلومات المؤكدة والتصريحات للضحايا أنفسهم وللشهود، والإسهام في معالجة العديد من القضايا وتقديم الحلول، فقد عملت على تأهيل ضحايا الحرب من الأطفال نفسيا واجتماعيا، وعملت على إلحاقهم بالمدارس،

BY قناة اليمن اليوم الاخبارية


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/alyementodayschanel/175551

View MORE
Open in Telegram


قناة اليمن اليوم الاخبارية Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram and Signal Havens for Right-Wing Extremists

Since the violent storming of Capitol Hill and subsequent ban of former U.S. President Donald Trump from Facebook and Twitter, the removal of Parler from Amazon’s servers, and the de-platforming of incendiary right-wing content, messaging services Telegram and Signal have seen a deluge of new users. In January alone, Telegram reported 90 million new accounts. Its founder, Pavel Durov, described this as “the largest digital migration in human history.” Signal reportedly doubled its user base to 40 million people and became the most downloaded app in 70 countries. The two services rely on encryption to protect the privacy of user communication, which has made them popular with protesters seeking to conceal their identities against repressive governments in places like Belarus, Hong Kong, and Iran. But the same encryption technology has also made them a favored communication tool for criminals and terrorist groups, including al Qaeda and the Islamic State.

Newly uncovered hack campaign in Telegram

The campaign, which security firm Check Point has named Rampant Kitten, comprises two main components, one for Windows and the other for Android. Rampant Kitten’s objective is to steal Telegram messages, passwords, and two-factor authentication codes sent by SMS and then also take screenshots and record sounds within earshot of an infected phone, the researchers said in a post published on Friday.

قناة اليمن اليوم الاخبارية from vn


Telegram قناة اليمن اليوم الاخبارية
FROM USA